مازلنا مع خولة بنت الازور
لنرى ما فعلت
لنرى ما فعلت
وأما أبو عبيدة فإنه لما نظر إلى ما فاجأه من الروم.قال: والله لقد كان الصواب مع خالد لما قال دعني في الساقة فلمأدعه وإنه قد وصل إليه بولص وقصده والأعلام والصلبان على رأسه مشتبكة والنساءيولولن والصبيان يصيحون والألف من المسلمين قد اشتغلوا بالقتال وقد قصد عدو اللهبولص أبا عبيدة واشتد بينهم الحرب ووقع القتال من أصحابه والروم وارتفعت الغبرةعليهم وهم في كر وفر على أرض سحورًا.قال وقد بلى أبو عبيدة بالقتال وصبر صبر الكرام قال سهيل بن صباحوكان تحتي جواد محجل من خيل اليمن شهدت عليه اليمامة فقومت السنان وأطلقت العنانفخرج كأنه الريح العاصف فما كان غير بعيد حتى لحقت بخالد بن الوليد والمسلمينفأقبلت إليهم صارخًا وقلت: أيها الأمير أدرك الأموال والحريم.فقال خالد: ما وراءك يا ابن الصباح فقلت: أيها الأمير إلحق أباعبيدة والحريم فإن نفير دمشق قد لحق بهم وقد اقتطعوا قطعة من النسوان والولدان وقدبلى أبو عبيدة بما لا طاقة لنا به.قال فلما سمع خالد ذلك الكلام من سهل بن صباح قال: إنما لله وإناإليه راجعون قد قلت لأبي عبيدة دعني أكون على الساقة فما طاوعني ليقضي الله أمرًاكان مفعولًا ثم أمر رافع بن عميرة على ألف من الخيل.وقال له: كن في المقدمة وأمر عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق علىألفين.وقال له: أدرك العدو وسار خالد في أثره ببقية الجيش.قال: فبينما أبو عبيدة في القتال مع بولص لعنه الله إذ تلاحقت بهجيوش المسلمين وحملوا على أعداء إلنه وداروا بهم من كل مكان فعند ذلك تنكست الصلبانوأيقن الروم بالهوان وتقدم الأمير ضرار بن الأزور كأنه شعله نار وقصد نحو بولص.فلما رآه عدو الله تبلبل خاطره ووقعت الرعدة في فرائصه وقال لأبيعبيدة: يا عربي وحق دينك إلا ما قلت لهذا الشيطان يبعد عني وكان بولص قد سمع بهورآه من سور دمشق وما صنع بعسكر كلوس عزازير وسمع بفعاله في بيت لفيا فلما رآهمقبلًا إليه عرفه.فقال لأبي عبيدة: قل لهذا الشيطان لا يقربني فسمعه ضرار رضي اللهعنه فقال له: أنا شيطان إن قصرت عن طلبك ثم إنه فاجأه وطعنه فلما رأى بولص أناللعنة واصلة إليه رمى نفسه عن جواده وطلب الهرب نحو أصحابه فسار ضرار في طلبه.وقال له: أين تروح من الشيطان وهو في طلبك ولحقه وهم أن يعلوهبسيفه.فقال بولص: يا بدوي إبق علي ففي بقائي بقاء أولادكم وأموالكم.قال فلما سمع ضرار قوله أمسك عن قتله وأخذه أسير هذا والمسلمون قدقتلوا من الروم مقتلة عظيمة.قال: حدثني أسلم بن مالك اليربوعي عن أبي رفاعة بن قيس.قال: كنت يوم وقعة سحورًا مع المسلمين وكنت في خيل عبد الرحمن بنأبي بكر الصديق رضي الله عنه.قال فسرنا بالروم من كل جانب وبدلنا أسيافنا في القوم وكانوا ستةكتائب في كل كتيبة ألف فارس قال رفاعة بن قيس: فوالله لقد حملنا يوم فتح دمشقوأنه ما رجع منهم فوق المائة ووجه خبر لضرار أن خولة مع النسوان المأسورات فعظم ذلكعليه وأقبل على خالد وأعلمه بذلك فقال له خالد: لا تجزع لقد أسرنا منهم خلقًاكثيرًا وقد أسرت أنت بولص صاحبهم وسوف نخلص من أسر من حريمنا ولا بد لنا من دمشق فيطلبهم ثم أمر خالد أن يسيروا بالناس على مهل حتى ننظر ما يكون من أمر حريمنا.ثم إنه سار في ألف فارس جريدة وبعث العسكر كله إلى أبي عبيدة مخافةأن يلحقهم وردان بجيوشه فسار القوم وتوجه خالد بمن معه في طلب المأسورات وقد قال:حدثني سعيد بن عمر عن سنان بن عامر اليربوعي قال: سمعت حبيب بن مصعب يقول: لمااقتطعوا من ذكرنا من نساء العرب سار بهم بطرس أخو بولص إلى أن نزل بهم إلى النهرالذي ذكرناه ثم قال بطرس: أنا لا أبرح من ههنا حتى أنظر ما يكون من أمر أخي ثمإنه عرض عليه النساء المأسورات فلم يعجبه منهن إلا خولة بنت الأزور أخت ضرار.قال بطرس: هذه لي وأنا لها لا يعارضني فيها أحد فقال له أصحابه:هي لك وأنت لها.قال وكل من سبق إلى واحدة يقول هي لي حتى قسموا الغنيمة على ذلكووقفوا ينتظرون ما يكون من أمر بولص وأصحابه وكان في النساء عجائز من حمير وتبع مننسل العمالقة والتتابعة وكن قد اعتدن ركوب الخيل فقالت لهن خولة بنت الأزور: يابنات حمير بقية تبع أترضين بأنفسكن علوج الروم ويكون أولادكن عبيدًا لأهل الشركفأين شجاعتكن وبراعتكن التي نتحدث بها عنكن في أحياء العرب ومحاضر الحضر ولا أراكنإلا بمعزل عن ذلك وإني أرى التقل عليكن أهون من هذه المصائب وما نزل بكن من خدمةالروم الكلاب.فقالت عفرة بنت غفار الحميرية: صدقت ووالله يا بنت الأزور نحن فيالشجاعة كما ذكرت وفي البراعة كما وصفت لنا المشاهد العظام والمواقف الجسام وواللهلقد اعتدنا ركوب الخيل وهجوم الليل غير أن السيف يحسن فعله في مثل هذا الوقت وإنمادهمنا العدو على حين غفلة وما نحن إلا كالغنم فقالت خولة: يا بنات التبابعةوالعمالقة خذوا أعمدة الخيام وأوتاد الأطناب ونحمل بها على هؤلاء اللئام فلعل اللهينصرنا عليهم أو نستريح من معرة العرب فقالت عفرة بنت غفار والله ما دعوت إلا ما هوأحب إلينا مما ذكرت ثم تناولت كل واحدة عمودًا من أعمدة الخيام وصحن صيحة واحدةوألقت خولة على عاتقها عمود الخيمة وسعت من ورائها عفرة وأم أبان بنت عتبة وسلمةبنت زارع ولبنى بنت حازم ومزروعة بنت عملوق وسلمة بنت النعمان ومثل هؤلاء رضي اللهعنهن.فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض وكن كالحلقة الدائرة ولاتتفرقن فتملكن فيقع بكن التشتيت وحطمن رماح القوم واكسرن سيوفهم.قال فهجمت خولة أمامهن فأول ما ضربت رجلًا من القوم على هامتهبالعمود فتجندل صريعًا والتفت الروم ينظرون ما الخبر فإذا هم بالنسوة وقد أقبلنوالعمد بأيديهن فصاح بطريق: يا ويلكن ما هذا فقالت عفرة: هذه فعالنا فلنضربنالقوم بهذه الأعمدة ولا بد من قطع أعماركم وانصرام آجالكم يا أهل الكفر.قال فجاء بطرس وقال: تفرقوا عن النسوة ولا تبذلوا فيهن السيوف ولاأحد منكم يقتل واحدة منهن وخذوهن أسارى ومن وقع منكم بصاحبتي فلا ينلها بمكروهفتفرق القوم عليهن وحدقوا بهن من كل جانب وراموا الوصول إليهن فلم يجدوا إلى ذلكسبيلًا ولم تزل النساء لا يدنو إليهن أحد من الروم إلا ضربن قوائم فرسه قالالواقدي: ولقد بلغني أن النسوة قتلن ثلاثين فارسًا من الروم فلما نظر بطرس إلىذلك غضب غضبًا شديدًا وترتجل وترجلت أصحابه نحو النساء والنساء يحرض بعضهن بعضًاويقلن متن كرامًا ولا تمتن لئامًا وأظهر بطرس رأسه وتلهفه عندما نظر إلى فعلهن ونظرإلى خولة بنت الأزور وهي تجول كالأسد وتقول: نحن بنات قبع وحمير وضربنا في القومليس ينكر لأننا في الحرب نار تسعر اليوم تسقون العذاب الأكبر قال: فلما سمع بطرسذلك من قولها ورأى حسنها وجمالها قال لها: يا عربية أقصري عن فعالك فإني مكرمكبكل ما يسرك أما ترضين أن أكون أنا مولاك وأنا الذي تهابني أهل النصرانية ولي ضياعورساتيق وأموال ومواش ومنزلة عند الملك هرقل وجميع ما أنا فيه مردود إليك أما ترضينأن تكوني سيدة أهل دمشق فلا تقتلي نفسك فقالت له: يا ملعون ويا ابن ألف ملعونوالله لئن ظفرت بك لأقطعن رأسك والله ما أرضى بك أن ترعى لي الإبل فكيف أرضاك أنتكون لي كفؤا.قال فلما سمع كلامها حرض أصحابه على القتال وقال: أترون عارًاأكبر من هذا في بلاد الشام أن النسوة غلبنكم فاتقوا غضب الملك قال فافترق القوموحملوا حملة عظيمة وصبر النساء لهم صبر الكرام فبينما هم على ذلك إذ أقبل خالد بنالوليد رضي الله عنه ومن معه من المسلمين ونظروا إلى الغبار وبريق السيوف فقاللأصحابه: من يأتيني بخبر القوم فقال رافع بن عميرة الطائي: أنا آتيك به قال ثمأطلق جواده حتى أشرف على النسوة وهن يقاتلن قتال الموت.قال: فرجع وأخبر خالدًا بما رأى فقال خالد: لا أعجب من ذلك إنهنمن بنات العمالقة ونسل التبابعة وما بينهن وبين تبع إلا قرن واحد وتبع بن بكر بنحسان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ظهوره وشهد له بالرسالة قبل أنيبعث وقال:شهدت بأحمد أنه رسول ** من الله بارئ كل النســموأمته سميت في الزبور ** بأمة أحمد خير الأمـــمفلو مد عمري إلى عصره ** لكنت وزيرًا له وابن عم
قال الواقدي: قال خالد: لا تعجب يا رافع واعلم أن هؤلاء النسوةلهن الحروب المذكورات والمواقف المشهورات وإن يكن فعلهن ما ذكرت فلقد سدن على نساءالعرب إلى آخر الأبد وأزلن عنهن العار فتهللت وجوه الناس فرحًا ووثب ضرار بن الأزورعندما سمع كلام رافع.
فقال خالد: مهلًا يا ضرار ولا تعجل فإنه من تأنى نال ما تمنى فقالضرار: أيها الأمير لا صبر لي عن نصرة بنت أبي وأمي فقال خالد: قد قرب الفرج إنشاء الله تعالى ثم إن خالدًا وثب ووثب أصحابه وقال: معاشر الناس إذا وصلتم إلىالقوم فتفرقوا عليهم وأحدقوا بهم فعسى أن يخلص حريمنا فقالوا: حبًا وكرامة.
ثم تقدم خالد.
قال فبينما القوم في قتال شديد مع النسوة إذ أشرفت عليهم المواكبوالكتائب والأعلام والرايات فصاحت خولة: يا بنات التبابعة قد جاءكم الفرج وربالكعبة.
ونظر بطرس إلى الكتائب المحمدية وقد أشرفت فخفق فؤاده وارتعدتفرائصه وأقبل القوم ينظر بعضهم بعضًا.
قال فصاح بطرس: يا معاشر النسوة إن الشفقة والرحمة قد دخلت فيقلبي لأن لنا أخوات وبنات وأمهات وقد وهبتكن للصليب.
فإذا قدم رجالكن فأخبرنهم بذلك.
ثم عطف يريد الهرب إذ نظر إلى فارسين قد خرجا من قلب العسكر أحدهماقد تكمى في سلاحه والآخر عاري الجسد وقد أطلقا عنانهما كأنهما أسدان.
وكانا خالدًا وضرارًا فلما رأت خولة أخاها قالت له: إلى أين ياابن أمي أقبل.
فصاح بها بطرس: انطلقي إلى أخيك فقد وهبتك له.
ثم ولى يطلب الهرب.
فقالت له خولة وهي تهزأ به: ليس هذا من شيم الكرام تظهر لناالمحبة والقرب.
ثم تظهر الساعة الجفاء والتباعد وخطت نحوه.
فقال: قد زال عني ما كنت أجد من محبتك.
فقالت له خولة: لا بد لي منك على كل حال.
ثم أسرعت إليه وقد قصده ضرار.
فقال له بطوس: خذ أختك عني فهي مباركة عليك وهي هدية مني إليك.
فقال له الأمير ضرار: قد قبلت هديتك وشكرتها وإني لا أجد لك علىذلك إلا سنان رمحي فخذ هذه مني إليك.
ثم حمل عليه ضرار وهو يقول: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86]. ثم همهم إليه بالطعنةووصلت إليه خولة فضربت قوائم فرسه فكبا به الجواد ووقع عدو الله إلى الأرض فأدركهضرار قبل سقوطه وطعنه في خاصرته فأطلع السنان من الجانب الآخر فتجندل صريعًا إلىالأرض لصاح به خالد: لله درك يا ضرار هذه طعنة لا يخيب طاعنها.
ثم حملوا في أعراض القوم وجميع المسلمين معهم فما كانت إلا جولةجائل حتى قتل من الروم ثلاثة آلاف رجل.
قال حامد بن عامر اليربوعي: لقد عمدت لضرار بن الأزور في ذلكاليوم ثلاثين قتيلًا وقتلت خولة خمس وعفراء بنت غفار الحميرية أربعة.
قال وانهزم بقية القوم ولم يزالوا في أدبارهم والمسلمون على أثرهمإلى أن وصلوا إلى دمشق فلم يخرج إليهم أحد بل زاد فزعهم واشتد الأمر عليهم ورجعالمسلمون وجمعوا الغنائم والخيل والسلاح والأموال ثم قال خالد: الحقوا بأبي عبيدةلئلا يكون وردان وجيوشه قد لحقوا به فسار ضرار والقوم وقيل: جعل ضرار رأس البطريقعلى سنان رمحه ولم يزل القوم سائرين إلى أن لحقوا بأبي عبيدة في مرج الصفر وقد تخففأبو عبيدة حتى أشرف المسلمون عليه فكبر وكبر خالد بن الوليد رضي الله عنه ومعهالمسلمون.
فلما اجتمع الناس سلم بعضهم على بعض ورأوا المأسورات وقد خلصن وأخبرخالد أبا عبيدة بما فعلت خولة وعفرة وغيرهن من الصحابة فاستبشر بنصر الله وعلموا أنالشام لهم.
المصدر
فتوح الشام
الامام الواقدى
صفحة 61-65
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال الواقدي: قال خالد: لا تعجب يا رافع واعلم أن هؤلاء النسوةلهن الحروب المذكورات والمواقف المشهورات وإن يكن فعلهن ما ذكرت فلقد سدن على نساءالعرب إلى آخر الأبد وأزلن عنهن العار فتهللت وجوه الناس فرحًا ووثب ضرار بن الأزورعندما سمع كلام رافع.
فقال خالد: مهلًا يا ضرار ولا تعجل فإنه من تأنى نال ما تمنى فقالضرار: أيها الأمير لا صبر لي عن نصرة بنت أبي وأمي فقال خالد: قد قرب الفرج إنشاء الله تعالى ثم إن خالدًا وثب ووثب أصحابه وقال: معاشر الناس إذا وصلتم إلىالقوم فتفرقوا عليهم وأحدقوا بهم فعسى أن يخلص حريمنا فقالوا: حبًا وكرامة.
ثم تقدم خالد.
قال فبينما القوم في قتال شديد مع النسوة إذ أشرفت عليهم المواكبوالكتائب والأعلام والرايات فصاحت خولة: يا بنات التبابعة قد جاءكم الفرج وربالكعبة.
ونظر بطرس إلى الكتائب المحمدية وقد أشرفت فخفق فؤاده وارتعدتفرائصه وأقبل القوم ينظر بعضهم بعضًا.
قال فصاح بطرس: يا معاشر النسوة إن الشفقة والرحمة قد دخلت فيقلبي لأن لنا أخوات وبنات وأمهات وقد وهبتكن للصليب.
فإذا قدم رجالكن فأخبرنهم بذلك.
ثم عطف يريد الهرب إذ نظر إلى فارسين قد خرجا من قلب العسكر أحدهماقد تكمى في سلاحه والآخر عاري الجسد وقد أطلقا عنانهما كأنهما أسدان.
وكانا خالدًا وضرارًا فلما رأت خولة أخاها قالت له: إلى أين ياابن أمي أقبل.
فصاح بها بطرس: انطلقي إلى أخيك فقد وهبتك له.
ثم ولى يطلب الهرب.
فقالت له خولة وهي تهزأ به: ليس هذا من شيم الكرام تظهر لناالمحبة والقرب.
ثم تظهر الساعة الجفاء والتباعد وخطت نحوه.
فقال: قد زال عني ما كنت أجد من محبتك.
فقالت له خولة: لا بد لي منك على كل حال.
ثم أسرعت إليه وقد قصده ضرار.
فقال له بطوس: خذ أختك عني فهي مباركة عليك وهي هدية مني إليك.
فقال له الأمير ضرار: قد قبلت هديتك وشكرتها وإني لا أجد لك علىذلك إلا سنان رمحي فخذ هذه مني إليك.
ثم حمل عليه ضرار وهو يقول: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86]. ثم همهم إليه بالطعنةووصلت إليه خولة فضربت قوائم فرسه فكبا به الجواد ووقع عدو الله إلى الأرض فأدركهضرار قبل سقوطه وطعنه في خاصرته فأطلع السنان من الجانب الآخر فتجندل صريعًا إلىالأرض لصاح به خالد: لله درك يا ضرار هذه طعنة لا يخيب طاعنها.
ثم حملوا في أعراض القوم وجميع المسلمين معهم فما كانت إلا جولةجائل حتى قتل من الروم ثلاثة آلاف رجل.
قال حامد بن عامر اليربوعي: لقد عمدت لضرار بن الأزور في ذلكاليوم ثلاثين قتيلًا وقتلت خولة خمس وعفراء بنت غفار الحميرية أربعة.
قال وانهزم بقية القوم ولم يزالوا في أدبارهم والمسلمون على أثرهمإلى أن وصلوا إلى دمشق فلم يخرج إليهم أحد بل زاد فزعهم واشتد الأمر عليهم ورجعالمسلمون وجمعوا الغنائم والخيل والسلاح والأموال ثم قال خالد: الحقوا بأبي عبيدةلئلا يكون وردان وجيوشه قد لحقوا به فسار ضرار والقوم وقيل: جعل ضرار رأس البطريقعلى سنان رمحه ولم يزل القوم سائرين إلى أن لحقوا بأبي عبيدة في مرج الصفر وقد تخففأبو عبيدة حتى أشرف المسلمون عليه فكبر وكبر خالد بن الوليد رضي الله عنه ومعهالمسلمون.
فلما اجتمع الناس سلم بعضهم على بعض ورأوا المأسورات وقد خلصن وأخبرخالد أبا عبيدة بما فعلت خولة وعفرة وغيرهن من الصحابة فاستبشر بنصر الله وعلموا أنالشام لهم.
المصدر
فتوح الشام
الامام الواقدى
صفحة 61-65
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]