اولى النساء
خير نساء الدنيا
حبيبت رسولنا
عضده وساعده
ام اولاده جميعا
خير نساء الدنيا
حبيبت رسولنا
عضده وساعده
ام اولاده جميعا
خديجة بنت خويلد
ذكر ما وقع إلى مما ورد في مناقب أم المؤمنين خديجة أم هند تكنى بولد كان لها
الحديث الأول
أخبرنا أستاذي الإمام قطب الدين حجة الإسلام إمام الحرمين أبو المعالي مسعود ( 12 ب ) بن محمد بن مسعود النيسابوري رحمه الله في جمادي الأولى سنة سبع وسبعين وخمس مئة أنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الحافظوأخبرنا عمي الإمام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفاظ محدث الشام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قدس الله روحه أنا الفقيه الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي الصاعدي النيسابوري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني يحيى بن أبي الأشعث الكندي منأهل الكوفة حدثني اسماعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف أنه قالكنت امرأ تاجرا فقدمت مني أيام الحج وكان العباس بن عبد الطلب امرأ تاجرا فأتيته ابتاع منه ( 13 أ ) وأبيعه قال فبينانحن إذ خرج رجل من خباء يصلي فقام تجاه الكعبة ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام فقام يصلي معه فقلت يا عباس ماهذا الدين إن هذا الدين ما ندري ما هو فقال هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله ( تبارك وتعالى ) أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه وهذه امرأته خديجة بنت خويلد أمنت به وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به
قال عفيف وليتني كنت آمنت به يومئذ فكنت أكون ثانيا
هذا حديث صحيح من حديث إسماعيل بن إياس بن عفيف عن أبيه إياس عن جده عفيف الكندي أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه
وقوله ثانيا يعني ثاني الرجال
تابعه إبراهيم بن سعيد عن محمد بن إسحاق وقال في الحديث
إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى السماء فلما رآها قد مالت يعني الشمس قام يصلي ثم ذكر قيام خديجة خلفه
وقد صح أنها أول من آمن به صلى الله عليه وسلم وقيل هي أول من آمن من النساءوأبو بكر من الرجال وعلي من الصبيان جمعا بين الروايات
وقد روي عن محمد بن إسحاق من قوله مرسلا إنها أول من آمنولاشك أنه لا يقوله إلا عن رواية نقلت إليه وذلك فيما أخبرنا عمي المذكور وأستاذي المسمى بالإسناد المقدم عن محمد بن إسحاق قالوكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وصدق بما جاء به قالثم إن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افترضت عليه فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت له عين ماء مزن فتوضأ جبريل ومحمدا عليها السلام ثم صلى ركعتين وسجد أربع سجدات ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم وقد أقر الله عينه وطابت نفسه وجاءه ما يحب من الله فأخذ بيد خديجة حتى أتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل ثم ركع ركعتين وأربع سجدات هو وخديجة ثم كان هو وخديجة يصليان سرا هكذا ذكره ابن إسحاق وقال حين افترضت يعني الصلاةولا شك أن هذا حين فرضت الصلاة ابتداء قبل مهاجره إلى المدينة ثم زيدت وإلا فخديجة ماتت قبل أن تفرض الصلاة بخمس سنين يعني الصلاة الخمس ليلة الإسراء ليكون جمعا بين الحديثين والله أعلم
الحديث الثانى
قرأت على عمي الإمام العالم الصائن أبي الحسين هبة الله بن الحسن الشافعي رضي الله عنه في سنة ثلاث وستين ( وخمس مئة ) وأخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أيضا قالا أنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن أبي الحسين بن أبي الحسن الحسيني في سنة سبع وخمس مئة قال قرأت على والدي قلت له أخبركم أبو عبدالله الحسين بن عبدالله بن محمد بن أبي كامل الأطرابلسي إجازة أنا خثيمة بن سليمان بن حيدرة القرشي نا إسحاق الدبري عن عبد الرزاق عن معمر وابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن جعفر أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولخير نسائها مريم ( بنت عمران ) وخير نسائها خديجة بنت خويلد عليهما السلام هذا حديث صحيح من حديث أبي جعفر عبد الله بن أبي عبد الله جعفر الطيار عن عمه أمير المؤمنين أبي الحسن على بن أبي طالب رضي الله عنهما
وصحيح من رواية أبي المنذر هشام بن عروة أبي عبد الله بن الزبير بن العوام
اتفق الأئمة على إخراجه في الصحيح فرواه البخاري عن محمد وصدقه عن عبده ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم عن عبده بن سليمان الكلابي عن هشام بن عروة وأخرجه رزين في مجموع الصحاح
وقوله ( خير نسائها ) يعني ( نساء السماء والأرض )
الحديث الثالث
أخبرنا أستاذي الإمام قطب الدين حجة الإسلام أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود أنا الشيخ أبو محمد عبد الجبار البهيق أنا أبو بكر الحافظ البهيقي أنا أبو عبدالله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر وقالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبدالجبار نا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالتما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة مما كنت أسمع من ذكره لها وما تزوجني إلا بعد موتها بثلاث سنين ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لانصب فيه ولا صخب
هذا حديث صحيح من حديث أبي المنذر هشام بن عروة ويقال أبوعبيد الله هشام بن أبي عبدالله عروة بن الزبير بن العوام القرشي من علماء التابعين وأثبات المحدثين رأى عبدالله بن عمر وجابر بن عبد الله وزاد البخاري في صحيحه
أنه كان يذبح الشاة ويهدي منها لصدائق خديجة
ورواه مسلم أيضا في صحيحه من أوجه عن هشام
وفيه من الفوائد إخبارها بالمغفرة لها وأنها من أهل الجنة وفيه دلالة على أن العبد قد يعلم موضعه من الجنة إذا كان ذلك بشهادة نبي كما أخبر أن أبا بكر صديق وعمر وعثمان وعليا شهداء وكذلك شهد لهم بالجنة ولغيرهم من الصحابة وأما غير النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز له أن يقطع لأحد بجنة أو نار سواء كان مطيعا أو عاصيا وأما إذا وعد النبي صلى الله عليه وسلم على عمل دخول الجنة والمغفرةفعمل عامل ذلك العمل فلا نقطع له بالموعود لأنا لا نعرف قبول عمله نعوذ بالله من الحرمان والله أعلم
الحديث الرابع
وبالإسناد قال البيهقي أنا أبو عبدالله الحافظ نا عبدالله محمد بن يعقوب حدثني أبي حدثني قتيبة بن سعيد نا محمد بن فضل عن عمارة عن أبي زرعة قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال
أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة أتتك معها إناء فيه إدام طعام أو وشراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولا نصب
هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي هريرة وقد اختلف في اسمه واسم أبيه قيل عبد الرحمن بن صخر وهو الأصح وقيل ابن غنم وقيل اسمه عبد شمس وقيل عامر بن عبد شمس الدوسي كان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أهل الصفة ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحفظ وقال ( اللهم حببه وأمه إلى عبادك المؤمنين ) روى عنه العدد الكثير كأبي سلمة الزهري وأبي زرعة
أخرجه البخاري في صحيحه عن قتيبة بن سعيد كما سقناه ورواه مسلم عن ابن أبي شيبة عن محمد بن فضيل
وأما قوله من قصب القصب في هذا الحديث اللؤلؤ المجوف واسع كالقصر المنيف وكل عظم أجوف فيه مخ فهو قصبة هكذا قاله أهل اللغة وقال شريك بن عبدالله في تفسير هذا الحديث إنه من ذهب فيحتمل أنه أراد أنه بناء مجوغ من الذهب كالقصر
وقوله لا صخب وقد روى بالسين أيضا ولا نصب الصخب بالسين والصاد اختلاط الأصوات وارتفاعها وقيل ليس فيه ما يؤذي ساكنه والنصب التعب أي لا يلحقها تعب فيه
وهذا لا يقوله إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه إخبار جبريل ولا يعلمه إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كحديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي
الحديث الخامس
أخبرنما عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله أنا الشريف النسيب أبوالقاسم علي بن إبراهيم الحسيني قال قرأت على والدي قلت له أخبركم أبو عبدالله الحسين إجازة أنا خثيمة بن سليمان القرشي نا أحمد بن سليمان الصوري نا سليمان بن سلمه الخبايري نا يعقوب بن الجهم بن سوار عن عمرو بن جرير عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمأخبرني جبريل عن الله تبارك وتعالى إن الله يقول لا يتم نكاح إلا بولي وشاهدين وأنا خير ولي خديجة )
هذا حديث غريب جدا من حديث أبي حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم الخزرجي الأنصاري من بني النجار خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدته أمه أم سليم له حين قدم المدينة وخدمه عشر سنين إلى حين وفاته صلى الله عليه وسلم ودعا له بكثرة الولد والمال قيل إنه رزق من صلبه دون ولد ولده ما نيف عن المئة وعشرين وقيل دفن مئة وعشرين من ولده وولد ولده دون من عاش له وكان شجرة يحمل في السنةمرتين وعمر قريب مئة وستين سنة وفي هذا كله خلاف وكان آخر الصحابة موتا بالبصرة ولم يبقى بعده من يعد من الصحابة إلا نفر يسير مات سنة تسعين وقيل إحدى وقيل ثلاث وقبره بالبصرة معروف
ولا يعرف هذا الحديث عنه إلا من هذا الوجه والصحيح أن خديجة زوجها وليها كما تقدم والتي زوجت بغير ولي هي زينب بنت جحش على ماسيأتي إن شاء الله تعالى
الحديث السادس
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم أنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنا أبو الحسن أحمد بن عبدالواحد بن محمد بن أحمد السلمي أنا جدي أبو بكر أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نا عبد الوهاب بن عبدالرحيم الأشجعي من قرية جوبر نا مروان بن معاوية الفزازي عن وائل بن داود عن عبدالله البهي قال قالت عائشة رضي الله عنها( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة فقلت لقد عوضك الله كبيرة السن قالت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبا أسقطت في جلدي وقلت في نفسي اللهم إنك إن أذهبت غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عني لم أعد أذكرها بسوء ما بقيت فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما لقيت قال ( كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس وأوتني إذ رفضني الناس وصدقتني إذ كذبني الناس ورزقت مني الولد إذ حرمتموه ) قالت فغدا علي بها وراح شهرا
هذا حديث غريب من حديث عبدالله البهي عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها لا يعلم رواه عنه غير وائل بن داود الليثي الكوفي رضي الله عنه والله أعلم
الحديث السابع
أخبرنا عمي الحافظ أنا أبو عبدالله الفراوي أنا أبو الحسين عبدالغفار بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد الجلودي أنا إبراهيم بن سفيان نا مسلم بن الحجاج نا سهل بن عثمان نا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت( ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاه فيقول أرسلوا بها الى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوما فقلت خديجة فقال إني رزقت حبها )
هكذا رواه مسلم في صحيحه وحفص أبو عمر بن غياث بن طلق بن معاوية بن الحارث كوفي قاضيها أخرج البخاري حديثه في الصحيح والله أعلم
هذا ما وقع إلى في فضلها مسندا وقد روى ابن رزين في مجموع الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )
ولا خفاء بمساعدتها النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتها له عندما بدأ الوحي إليه وشفقتها عليه فصلى الله عليه ورضي عنها
المصدر
كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين