.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.

.


    أسماء القيروانية.. ملأ الله قلبها نورا وعقلها حكمة وعلما.. وذاع صيتها في أقطار العالم الإسلامي كلها

    أبو نورسين
    أبو نورسين
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 6883
    تاريخ التسجيل : 03/04/2010
    العمر : 49
    الموقع : مصرى

    أسماء القيروانية.. ملأ الله قلبها نورا وعقلها حكمة وعلما.. وذاع صيتها في أقطار العالم الإسلامي كلها Empty أسماء القيروانية.. ملأ الله قلبها نورا وعقلها حكمة وعلما.. وذاع صيتها في أقطار العالم الإسلامي كلها

    مُساهمة من طرف أبو نورسين الخميس 28 مايو - 15:35

    أسماء القيروانية.. ملأ الله قلبها نورا وعقلها حكمة وعلما.. وذاع صيتها في أقطار العالم الإسلامي كلها
    أسماء بنت أسد بن الفرات القيروانية، العالمة والفقيهة وراوية الحديث، ابنة عالم وفقيه من أعلام الإسلام في الفقه والقضاء والجهاد، وقد ضربت شهرته الآفاق وشاعت إمامته، ولم يحرم ابنته من حقها الإنساني في العلم والمعرفة، ولم ير بأسا في تفقهها في الدين، فاعتنى بها عناية فائقة، وسهر على تعليمها وتثقيفها، فحفظت القرآن، وروت الحديث حتى تفتق ذهنها عن كثير من الحكمة، كانت مثالا رائعا وحيا عما كانت عليه المرأة من كمال العقل وجلال الشخصية في العصور الأولى للإسلام.

    ولدت أسماء لأب عالم وفقيه يدعى أسد بن الفرات، عُرف بعالم أفريقيا وقاضيها، وصاحب الإمامين أبي يوسف يعقوب ومالك بن أنس، وقد نشأت بين يدي أبيها وحيدة فلم يكن له أبناء سواها، فأحسن تهذيبها وتأديبها وتعليمها، وثقف ذهنها علما وحكمة فكان يعلمها القرآن الكريم والحديث والفقه، حتى نالت أسماء من العلم درجة كبيرة جعلتها من النساء الرائدات في زمانها في الفقه والحديث والحكمة.

    وكانت أسماء تحضر باستمرار في مجالس والدها العلمية في داره، وتشارك في السؤال والمناظرة، حتى اشتهرت بالفضيلة، ورواية الحديث والفقه على رأي أهل العراق أصحاب أبي حنيفة.

    وبعد استشهاد أسد بن الفرات، تزوجت أسماء بأحد تلاميذ أبيها، وهو محمد بن أبي الجواد الذي خلف أستاذه في خطة القضاء وتولى رئاسة المشيخة الحنفية بالبلاد الإفريقية سنة 225 هـ، ثم تخلى عن القضاء ولحقته محنة من خليفته، إذ اتهمه بمال الودائع وسجنه، وبينما ابن الجواد في محبسه إذ جاءت زوجته أسماء للقاضي الجديد وقالت له: "أنا أهبه هذا المال المزعوم يقضيه عن نفسه"، فقال القاضي: "إن أقر أن ذلك هو المال أو بدل منه أطلقته، فامتنع أبن أبي الجواد من الاعتراف وأبى القاضي إطلاق سراحه، ثم بعد حين عزل ذلك القاضي، ومرت المحنة بسلام وأطلق سراح زوج أسماء، وعاد إلى منصب القضاء ثانية، ولم يؤاخذ سلفه بما فعل معه منةً منه وتكرما".

    وقال الكاتب محمد خير يوسف، مؤلف كتاب "فقيهات عالمات" الذي ترجم لسيرة أسماء بنت أسد بن الفرات: "كانت أسماء القيروانية من النساء اللائي زينهن الله بالعلم، وجملهن بالفقه في دينه العظيم، فكانت من الأقمار التي زينت صفحة الزمان، وومن النجوم تلألأ في كبد السماء، ومن المنارات المشعة التي يهتدى بها، ومن الحصون المنيعة من العلم التي يلجأ إليها، وكانت رحمها الله ممن ملأ الله قلبها نورا وعقلها حكمة وعلما، وذاع صيتها في أقطار العالم الإسلامي كلها".

    وكانت أسماء معظمة معززة عند الخاص والعام من بيئة عصرها، وبقيت ذات مكانة في المجتمع القيرواني طوال عمرها إلى أن توفيت رحمها الله سنة 250 هجري

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 1 نوفمبر - 1:22