دمياط – على فؤاد..
تحتفل مصر كل عام فى التاسع من مارس بيوم الشهيد، ويرجع ذلك الى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض فى حرب الاستنزاف، كأحد القادة الذين أعادوا بناء القوات المسلحة المصرية، وشهدت مدينة دمياط منذ قيام ثورة 30 يونية 2013 استشهاد 14 شهيدا من الجيش والشرطة، كان اشهرهم الجندى محمد شويقة ابن العشرين عاما، والذى كان نموذجا للتضحية والفداء من أجل الوطن، عندما استقبل بصدره ارهابيا يحمل حزاما ناسفا ليحمى به كتيبته وزملاءه، هذا الموقف البطولى لم يكن وليد الصدفة ولكن يرجع الى طبيعة أسرته التى غرست فيه قيم الحب والولاء للوطن.
ولد محمد أيمن شويقة فى واحد يناير عام 1995فقد تحمل أعباء أسرته مساندا لوالده يعمل وقت الفراغ وبعد انتهاء دراسته حتى تعلم حرفة السيراميك فزود بها دخله وأعان والده على صعاب الحياه فتى واجه الحياة بصعوبتها فعرف معنى الرجولة والشهامة التى صنعت من انسان.
قابلنا والدة الشهيد محمد شويقة، وبابتسامة الأم التى عرفت أين يكون ولدها، قالت أهلا بكل من يذكرنى بالشهيد، هل تعلمون أن ذكراه ربيع تتفتح بها زهور قلبى؟؟ فذكرونى كما شئتم، ووقتما شئتم، فأنا أينما أكون أم الشهيد تابعت أم الشهيد حوارها، عيد الشهيد عيد لكل المصريين عيد كل بيت فى مصر كان محمد ابنى مخلص فى رد الجميل لمصر، لذلك قدم روحه فداء لها وهل يوجد أكثر من ذلك اخلاص أوتضحية، أنا عرفت أنه تم ترشيحى للأم المثالية هذا العام، ثم صمتت قليلا وبكت بكاء شديد وقالت ” أنا مش عايزة تكريم تكريمى انى اطمنت على محمد أبنى وفيه أفضل من كدا تكريم” ثم توقفت عن البكاء وقالت، أنا أم وعشت وجربت احساس الفراق، لذلك أحمله أمانه، ياريس مصر أمانه فى رقبتك حافظ عليها، لأن طول ما مصر فى أمان أحنا فى أمان، الجيش هما ضهر مصر وهما أولادك وأولادنا خللى بالك منهم وربنا يخليك لنا. يتحدث الأستاذ أيمن محمد شويقة والد الشهيد عن أبنه فيقول، أنهى أبنى الشهيد محمد أيمن دراسته الابتدائية ثم الاعدادية ثم تعليمه الفنى، ليصبح شاب فتيا تطاول هامته مر السحاب وجاء دوره فى أن يحمى الوطن، فلم يتوانى أو يتخاذل فى أن يكون جنديا يدافع عن وطنه ويحمل على صدره أسم وعلم الوطن، قبل استشهاده أتصل بى لكنه لم يصل، قال يومان وسأعود لكن الشهادة كانت الأسرع
والأقرب له من أهله، أحتضنه تراب الوطن فكان الاعز والأغلى، الأن أعلم أن لأبنى مكان يرضيه ووطن حماه الله فبعد استشهاده يعيش فيه .
لا تسأل عن أهله أو أصدقائه، أو زملاءه فهو فى عيونه الشهيد ولكن أسأل الوطن سيقول لك أنه فجر مصر الجديد، هكذا بدأ عمه الأستاذ ممتاز شويقة مدرس الدراسات الاجتماعية بمدرسة كفر سعد الثانوية حديثه عن ابن أخيه الشهيد محمد أيمن شويقة حيث قال أن كل تضاريس العالم، رسمت حدود البلاد ولكن مصر هى التى حددت ورسمت وقالت للعالم متى تصنع الحدود وكيف نحميها وتذكر عمه الأستاذ جمال محمد شويقة الموظف بكلية الدراسات الاسلامية بدمياط الجديدة، والتى لم يرزقه الله الا البنات حيث قال رزقنى الله ثلاث بنات فكان الشهيد محمد أيمن أخا لهم، يحنو عليهم ويحافظ، ويساعدهم ويقف بجانبهم ولما لا وهو الأخ الكبير لهم.