من طرف التوحيد مفتاح الجنة
لا اله إلا الله وحده لا شريك له
جعل الله سبحانه وتعالى الشهادة له بالوحدانية والإلوهية ثمنا للجنة
.. فلا يخلد في النار من شهد انه لا اله إلا الله..
وجعلها فرقا بين من آمن به ومن كفر :
فان المسلمين الذين رجحت سيئاتهم حسناتهم يعذبون في النار بقدر معاصيهم إن لم يتداركهم الله برحمته ويعفوا عنهم ..
يقول الله عز وجل في سورة هود
106إلى 108من الآية :
(فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق-
خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد
- وإما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما
دامت السموات والأرض إلا ما شاء الله عطاء غيرمجذوذ) ...)
والاستثناء في الآيتين لمن آمنوا بالله ولمن عصوه..
فقد قسم سبحانه وتعالى الناس إلى قسمين شقي وسعيد
والشقاء نوعان :
شقاء الكافر وهو شقاء في القمة1 -
وشقاء المؤمن الذي أسرف على نفسه وعصى ربه-
وهما مختلفان وهنا يظهر جزاء كلمة التوحيد في الآخرة
والسعادة قسمان :
سعادة القمة لإنسان آمن وعمل العمل الصالح-
- وسعادة إنسان امن وعمل بعض العمل وتهاون أو تكاسل عن البعض الآخر لا رغبة في المعصية ولا جحود عن طاعة..
وهؤلاء يغفر الله لهم برحمته أو بشفاعة الشافعين.
لذلك :
فالذين شقوا شقاء الكفر خالدون في النار من أولها لا يخرجون منها أبدا ولا يخفف عنهم العذاب ولا تنفعهم شفاعة الشافعين
أما الذين شقوا شقاء عصيان في التكليف يدخلون النار أولا ليعذبوا بقدر ما عصوا ثم بعد ذلك يدخلون الجنة
.. وهذا هو الاستثناء الوارد في قول الحق ( إلا ما شاء الله)
نعود إلى كلمة التوحيد ملاذ المؤمن من النار
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
(أفضل الذكر لا اله الا الله وأفضل الدعاء الحمد لله )
رواه الترمذي 3383 وابن ماجه 3800
وعن زيد بن أرقم انه صلى الله عليه وسلم قال :
قيل وما اخلاصها قال ان تحجزة عن محارم الله )..... . من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة .. )
وعن أبى هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال
( ما قال عبد لا اله الا الله قط مخلصا الا فتحت أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر )
رواه الترمذي 3590
وعنه ( رضى الله عنه ) انه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: جددوا إيمانكم .
. قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا قال أكثروا من قول لا اله الا الله )
رواه احمد 2/359
والحاكم في المستدرك 4/356
وروى عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال صلى الله عليه وسلم :
( ليس عل أهل لا اله إلا الله وحشه في قبورهم ولا منشرهم
وكانى بأهل لا اله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون
..(الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن )
رواه ابن أبى الدنيا 77
في حسن الظن بالله
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة وينشر له تسع وتسعين سجلا.
. كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئا؟
أظلمك كتبتي الحافظون ؟
فيقول لا يا رب
فيقول أفلك عذر؟
فيقول لا يارب
فيقول الله تبارك وتعالى
: بلى إن لك عندنا حسنة فانه لا ظلم عليك اليوم
.. فتخرج بطاقة فيها
( اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله..)
فيقول احضر وزنك
فيقول يارب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟
فقال انك لا تظلم.. قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة
فلا يثقل مع اسم الله شيء ...
رواه الترمذي2639
وابن ماجه 4300 واحمد في المسند وابن حبان والحاكم
إذن مفتاح كل خير كلمة التوحيد
... خالصة لله
فأكثروا منها موقنين بها ...
-------------------------------------
المصدر ( لمن رغب في الاستزادة )
كتاب الدار الآخرة
كتاب الدار الآخرة
لإمام الدعاة
الشيخ محمد متولي الشعراوى
