من السنن الموقوتة قبل الفجر
الشيخ عبد الله بن حمود الفريح
السُّنَنُ الْمَوْقُوتَةُ :
.............................
.............................
نقصد بالسُّنَن الموقوتة : هي السُّنَن المؤقتة بأوقات معينة في اليوم والليلة، وقسَّمتها إلى سبعة أوقات : ما قبل الفجر، ووقت الفجر، ووقت الضُّحى، ووقت الظهر، ووقت العصـر، ووقت المغرب، ووقت العشاء.
أولاً : وقت ما قبل الفجر :
...........................................
...........................................
وهذا هو الوقت الأول باعتبار الاستيقاظ من النَّوم، فإنَّ النصوص دلَّت على عِدَّة أعمال كان يفعلها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل الفجر، ويمكن تقسيم السُّنَن في هذا الوقت إلى قسمين :
القسم الأول : الاستيقاظ من النوم وما يعقبه من أعمال كان يفعلها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم :
1- يَشُوصُ فاه بالسِّواك، أي : يدلكه بالسِّواك.
عن حُذيفةَ رضي الله عنه قال : «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ»[1]، ولمسلم في رواية : «كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ لِيَتَهَجَّدَ، يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ»[2].
والشَّوص : دلك الأسنان عرضا ً بالسواك.
2- يقول الذكر الوارد عند الاستيقاظ من النَّوم.
وهو ما جاء في صحيح البخاري من حديث حذيفة رضي الله عنه قال : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ : «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا». وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»[3].
3- يمسح النوم عن وجهه.
4- وينظر إلى السماء.
5- ويقرأ الآيات العشـر الأخيرة من سورة آل عمران.
وهذه ثلاث سُنَن جاءت في حديث ابن عباس رضي الله عنه المتفق عليه : «أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشر الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي»[4].
وفي رواية لمسلم[5] : «فَقَامَ نَبِيُّ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ خَرَجَ فَنَظَرَ إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الآيَةَ : ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190].
يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ : أي يمسح عينيه بيده؛ ليمسح أثر النوم.
والشَّنُّ : هي القِرْبَة.
وفي رواية مسلم بيانٌ لِمَا يقرأه من أراد تطبيق هذه السُّنَّة، فإنه يبدأ من قوله تعالى : ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190] إلى خاتمة آل عمران.
وفي قراءة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لهذه الآيات قبل الوضوء دليل على جواز قراءة القرآن على غير طهارة من الحدث الأصغر.
مستلة من كتاب : المنح العلية في بيان السنن اليومية