إسلامها
أسلمت نسيبة على يد الداعية والمعلم وسفير الإسلام الأول، مصعب بن عمير – رضي الله عنه – في يثرب، وقد تغلغل الإيمان في قلبها، فجعل
المستحيل ممكنًا.
أخلاقها
وصفها الإمام أبو نعيم بقوله: أم عمارة المبايعة بالعقبة، المحاربة عن الرجال، "كانت ذات جد واجتهاد، وصوم ونسك واعتماد"، وهي الصابرة على
قتل ولديها الشهيدين حبيب وعبدالله، وهي الراضية المطيعة لزوجها، المحبة لنبيها حبًا شديدًا، وهي الأم الحنون للمجاهدين في المعارك، حيث كانت
تضمد الجراح، وتسقي الجرحى، وكانت شجاعتها لا مثيل لها.
زواجها وأولادها وإخوتها
تزوجها وهب الأسلمي، فولدت له حبيبًا، وتزوجها من بعده زيد بن عاصم المازني، فولدت له عبدالله، وفي رواية أن غزية بن عمرو المازني تزوجها
بعده، كان أخوها عبدالله بن كعب المازني من البدريين، وأخوها عبد الرحمن من البكائين.
روايتها للحديث
روت السيدة نسيبة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – عدة أحاديث منها قوله – صلى الله عليه وسلم -: "الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه
الملائكة"، ورواه لها أبو نعيم في كتابه الحلية، ويؤثر أنها أتت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت: "ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء
يذكرن، فنزل قوله الله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ…) (الأحزاب:35)، وروى لها الترمذي والنسائي وابن ماجة.
مواقفها العظيمة في سبيل الله
إنها امرأة يعجز العلم عن وصف مآثرها وبطولاتها وجهادها، حيث سطرت تاريخًا ينير للسائرين في طريق الدعوة إلى الله، والتفاني والدفاع عن النبي-
صلى الله عليه وسلم - والإسلام.
ومن مشاهد جهادها أنها حضرت بيعة العقبة الثانية مع ثلاثة وسبعين رجلًا، ومعها امرأة أخرى، وهي السيدة أم منيع أسماء بنت عمرو، وتمت تلك
البيعة المباركة، وبايعت أم عمارة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وعادت إلى المدينة تحمل أمانة هذا الدين، وتدعو إلى الله على بصيرة، تنشر الإسلام في ربوع المدينة بين النساء وأهلها وقومها، وأعطت المثل في
البذل والتضحية من أجل هذا الدين ونصرته، وكان هذا صميم بيعتها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجال الدعوة والجهاد في سبيل الله، وقد
سجلت في ذلك مواقف عظيمة، واحدًا تلو الآخر، وهي أول مقاتلة في تاريخ الإسلام، والمثل الأعلى للنساء في هذا الدرب.
جهادها يوم أحد
خرجت الأسرة المؤمنة، أم عمارة وولداها عبدالله وحبيب، وزوجها؛ لقتال المشركين، وبدأت المعركة، وعرف كل دوره في البداية، وأدى واجبه فكان
النصر، إلا أن خللًا ومخالفةً ما غيرت مسار النصر، وكانت أم عمارة تسقي العطشى، وتضمد الجرحى، ونترك أم عمارة تتحدث عن نفسها في هذا الدور
التاريخي، الذي أثبتت فيه صلابة المؤمنة وشجاعتها، فعن عمارة بن غُزيّة قال: قالت أم عمارة: رأيتني، وانكشف الناس عن رسول الله – صلى الله
عليه وسلم -، فما بقي إلا في نفر ما يتمون عشرةً، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذُبّ عنه، والناس يمرون به منهزمين، ورآني ولا ترس معي، فرأى
رجلًا موليًا ومعه ترس، فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل، فألقاه، فأخذته، فجعلت أترس به عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وإنما فعل بنا
الأفاعيل أصحاب الخيل، لو كانوا رجالةً (على أرجلهم) مثلنا أصبناهم إن شاء الله، فيقبل رجل على فرس فيضربني، وترست له، فلم يصنع شيئًا، وولّى،
فأضرب عرقوب فرسه، فوقع على ظهره، فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – يصيح يا ابن أم عمارة، أمك أمك! قالت فعاونني عليه حتى أوردته
شعوب "يعني الموت".
وقد جرح عبدالله فضمدت أمه جراحه ولم يرفأ الدم، ثم تقول لي أمي انهض يا بنيّ، فضارب القوم وجعل النبي يقول: "من يطيق ما تطيقين يا أم
عمارة"!.
فأقبل الذي ضرب ابني، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذا ضارب ابنك قالت: فأعترض له، فأضرب ساقه، فبرك.
فرأت الرسول يبتسم حتى بدت نواجذه، وقال: "استقدت يا أم عمارة"! يعني ثأرت لنفسك، ثم حمد الرسول – صلى الله عليه وسلم – على هذا الظفر.
دعاء الرسول وشهادته لنسيبه – رضي الله عنها -
دعاؤه – صلى الله عليه وسلم – لها، فكان يوم أحد، يوم تفرق عنه الناس، فدنت منه أم نسيبة وابنها يدافعان عنه، وتتلقى السهام بصدرها هي
وولدها؛ دفاعًا عنه – صلى الله عليه وسلم – بقلب من حديد، وثبتت حيث تراجع الرجال، ومعها عشرة من الرجال حول النبي – صلى الله عليه وسلم –
حتى قال – صلى الله عليه وسلم –:" ما التفت يمينًا ولا شمال إلا و أراها تقاتل دوني"، وتقول سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:
"لمُقامُ نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان"، ثم دعا لها ولأسرتها قائلا: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"، فقالت: ما أبالي ما أصابني من
الدنيا.
مسيرتها في الجهاد
عادت الفارسة المجاهدة من غزوة أحد، والدماء تنزف منها لضربة مؤثرة ظلت سنة تنزف، وما هي إلا ليلة واحدة قضاها المجاهدون في بيوتهم بعد
أحد يداوون الجراح، إذ بمنادي الجهاد ينادي في الصباح أن حيّ على الجهاد، على حمراء الأسد، فشدت أم عمارة عليها ثيابها، ولكنها ما استطاعت أن
تخرج؛ لكثرة الدماء التي تنزف من جسدها الطاهر، لكنها خرجت مع الرسول– صلى الله عليه وسلم – لغزو بني قريظة ولم تضعف عزيمتها؛ لأنها
تستمد قوتها من الله القوي المتين.
مشاهدتها بيعة الرضوان
خرجت أم عمارة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لتشهد بيعة الرضوان وصلح الحديبية، بعد أن بايع من خرجوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-
على الموت والشهادة أو النصر، بعد أن احتبست قريش عثمان بن عفان، الذي أرسله إليهم؛ ليتشاور معهم في أداء العمرة حينئذ، وليؤكد لهم أنه ما
جاء للحرب، ولكن شاع بين الناس أنهم قتلوا عثمان، فتمت بيعة الرضوان، وكانت أم عمارة ممن بايع الحبيب، وقد قال الله فيمن حضر من الصحابة:
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (الفتح:18) وهذا شرف عظيم لهم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أسلمت نسيبة على يد الداعية والمعلم وسفير الإسلام الأول، مصعب بن عمير – رضي الله عنه – في يثرب، وقد تغلغل الإيمان في قلبها، فجعل
المستحيل ممكنًا.
أخلاقها
وصفها الإمام أبو نعيم بقوله: أم عمارة المبايعة بالعقبة، المحاربة عن الرجال، "كانت ذات جد واجتهاد، وصوم ونسك واعتماد"، وهي الصابرة على
قتل ولديها الشهيدين حبيب وعبدالله، وهي الراضية المطيعة لزوجها، المحبة لنبيها حبًا شديدًا، وهي الأم الحنون للمجاهدين في المعارك، حيث كانت
تضمد الجراح، وتسقي الجرحى، وكانت شجاعتها لا مثيل لها.
زواجها وأولادها وإخوتها
تزوجها وهب الأسلمي، فولدت له حبيبًا، وتزوجها من بعده زيد بن عاصم المازني، فولدت له عبدالله، وفي رواية أن غزية بن عمرو المازني تزوجها
بعده، كان أخوها عبدالله بن كعب المازني من البدريين، وأخوها عبد الرحمن من البكائين.
روايتها للحديث
روت السيدة نسيبة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – عدة أحاديث منها قوله – صلى الله عليه وسلم -: "الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه
الملائكة"، ورواه لها أبو نعيم في كتابه الحلية، ويؤثر أنها أتت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت: "ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء
يذكرن، فنزل قوله الله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ…) (الأحزاب:35)، وروى لها الترمذي والنسائي وابن ماجة.
مواقفها العظيمة في سبيل الله
إنها امرأة يعجز العلم عن وصف مآثرها وبطولاتها وجهادها، حيث سطرت تاريخًا ينير للسائرين في طريق الدعوة إلى الله، والتفاني والدفاع عن النبي-
صلى الله عليه وسلم - والإسلام.
ومن مشاهد جهادها أنها حضرت بيعة العقبة الثانية مع ثلاثة وسبعين رجلًا، ومعها امرأة أخرى، وهي السيدة أم منيع أسماء بنت عمرو، وتمت تلك
البيعة المباركة، وبايعت أم عمارة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وعادت إلى المدينة تحمل أمانة هذا الدين، وتدعو إلى الله على بصيرة، تنشر الإسلام في ربوع المدينة بين النساء وأهلها وقومها، وأعطت المثل في
البذل والتضحية من أجل هذا الدين ونصرته، وكان هذا صميم بيعتها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجال الدعوة والجهاد في سبيل الله، وقد
سجلت في ذلك مواقف عظيمة، واحدًا تلو الآخر، وهي أول مقاتلة في تاريخ الإسلام، والمثل الأعلى للنساء في هذا الدرب.
جهادها يوم أحد
خرجت الأسرة المؤمنة، أم عمارة وولداها عبدالله وحبيب، وزوجها؛ لقتال المشركين، وبدأت المعركة، وعرف كل دوره في البداية، وأدى واجبه فكان
النصر، إلا أن خللًا ومخالفةً ما غيرت مسار النصر، وكانت أم عمارة تسقي العطشى، وتضمد الجرحى، ونترك أم عمارة تتحدث عن نفسها في هذا الدور
التاريخي، الذي أثبتت فيه صلابة المؤمنة وشجاعتها، فعن عمارة بن غُزيّة قال: قالت أم عمارة: رأيتني، وانكشف الناس عن رسول الله – صلى الله
عليه وسلم -، فما بقي إلا في نفر ما يتمون عشرةً، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذُبّ عنه، والناس يمرون به منهزمين، ورآني ولا ترس معي، فرأى
رجلًا موليًا ومعه ترس، فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل، فألقاه، فأخذته، فجعلت أترس به عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وإنما فعل بنا
الأفاعيل أصحاب الخيل، لو كانوا رجالةً (على أرجلهم) مثلنا أصبناهم إن شاء الله، فيقبل رجل على فرس فيضربني، وترست له، فلم يصنع شيئًا، وولّى،
فأضرب عرقوب فرسه، فوقع على ظهره، فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – يصيح يا ابن أم عمارة، أمك أمك! قالت فعاونني عليه حتى أوردته
شعوب "يعني الموت".
وقد جرح عبدالله فضمدت أمه جراحه ولم يرفأ الدم، ثم تقول لي أمي انهض يا بنيّ، فضارب القوم وجعل النبي يقول: "من يطيق ما تطيقين يا أم
عمارة"!.
فأقبل الذي ضرب ابني، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذا ضارب ابنك قالت: فأعترض له، فأضرب ساقه، فبرك.
فرأت الرسول يبتسم حتى بدت نواجذه، وقال: "استقدت يا أم عمارة"! يعني ثأرت لنفسك، ثم حمد الرسول – صلى الله عليه وسلم – على هذا الظفر.
دعاء الرسول وشهادته لنسيبه – رضي الله عنها -
دعاؤه – صلى الله عليه وسلم – لها، فكان يوم أحد، يوم تفرق عنه الناس، فدنت منه أم نسيبة وابنها يدافعان عنه، وتتلقى السهام بصدرها هي
وولدها؛ دفاعًا عنه – صلى الله عليه وسلم – بقلب من حديد، وثبتت حيث تراجع الرجال، ومعها عشرة من الرجال حول النبي – صلى الله عليه وسلم –
حتى قال – صلى الله عليه وسلم –:" ما التفت يمينًا ولا شمال إلا و أراها تقاتل دوني"، وتقول سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:
"لمُقامُ نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان"، ثم دعا لها ولأسرتها قائلا: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"، فقالت: ما أبالي ما أصابني من
الدنيا.
مسيرتها في الجهاد
عادت الفارسة المجاهدة من غزوة أحد، والدماء تنزف منها لضربة مؤثرة ظلت سنة تنزف، وما هي إلا ليلة واحدة قضاها المجاهدون في بيوتهم بعد
أحد يداوون الجراح، إذ بمنادي الجهاد ينادي في الصباح أن حيّ على الجهاد، على حمراء الأسد، فشدت أم عمارة عليها ثيابها، ولكنها ما استطاعت أن
تخرج؛ لكثرة الدماء التي تنزف من جسدها الطاهر، لكنها خرجت مع الرسول– صلى الله عليه وسلم – لغزو بني قريظة ولم تضعف عزيمتها؛ لأنها
تستمد قوتها من الله القوي المتين.
مشاهدتها بيعة الرضوان
خرجت أم عمارة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لتشهد بيعة الرضوان وصلح الحديبية، بعد أن بايع من خرجوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-
على الموت والشهادة أو النصر، بعد أن احتبست قريش عثمان بن عفان، الذي أرسله إليهم؛ ليتشاور معهم في أداء العمرة حينئذ، وليؤكد لهم أنه ما
جاء للحرب، ولكن شاع بين الناس أنهم قتلوا عثمان، فتمت بيعة الرضوان، وكانت أم عمارة ممن بايع الحبيب، وقد قال الله فيمن حضر من الصحابة:
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (الفتح:18) وهذا شرف عظيم لهم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]