مختارات من كتاب المروءة
لأبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي المتوفى سنة 309 هـ
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن الْحُسَيْن:
إِنَّ مِنَ الصِّدْقِ فِي السُّنَّةِ التَّجَافِي من الذَّنب لأهل المروءات
- قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
حَسَبُ الرَّجُلِ مَالُهُ وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ وَأَصْلُهُ عَقْلُهُ
- قَالَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ:
كَرَمُ الْمَرْءِ تَقْوَاهُ وَمُرُوءَتُهُ دِينُهُ وَدِينُهُ حُسْنُ خُلُقِهِ وَالْجُبْنُ وَالْجَرْأَةُ غَرَائِزُ فَالْجَرِيءُ يُقَاتِلُ عَمَّنْ لَا يؤوب إِلَى رَحْلِهِ وَالْجَبَانُ يَفِرُّ عَنْ أُمِّهِ وَأَبِيهِ وَالْحَرْبُ حَتْفٌ مِنَ الْحُتُوفِ وَالشَّهِيدُ مَنِ احْتَسَبَ نَفْسَهُ
- عَنْ شَيْخٍ قَالَ:
كَانَ الْحَسَنُ يَبْعَثُ إِلَيَّ فَأَشْتَرِي لَهُ حَوَائِجَهُ وَأُؤَخِّرُهُ إِلَى الْعَطَاءِ فَإِذَا خَرَجَ الْعَطَاءُ أَتَيْتُهُ لِحِسَابِهِ فَأَقُولُ كِرْبَاسَةٌ بِكَذَا وَكَذَا وَدَانِقٌ وَثَوْبٌ بِكَذَا وَكَذَا وَدَانِقٌ فَيَقُولُ الْحَسَنُ احْفَظْ دَوَانِيقَكَ ثُمّ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ يَمْنَعُ أَخَاهُ الثَّوْب فِي دِرْهَم قُلْتُ نَعَمْ وَفِي الدَّوَانِقَ قَالَ:
فَمَا بَقِيَ مِنْ مُرُوءَتِهِ إِنَّهُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا مُرُوءَةَ لَهُ إِنَّهُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا مُرُوءَةَ لَهُ
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بن الْخطاب كَانَ إِذَا أَتَاهُ فَتًى
فَأَعْجَبَهُ حَاله سَالَ عَنْهُ هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ فَإِنْ قِيلَ لَا قَالَ:
سَقَطَ مِنْ عَيْنِي
- قَالَ الزُّهْرِيِّ:
مَا أَحْدَثَ النَّاسُ مُرُوءَةً أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنَ الْفَصَاحَةِ
- حَدَّثَنِي بِشْرٌ أَبُو نَصْرٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَى مُعَاوَيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ لَمْ يَلْبِثْ أَنْ نَهَضَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ هَذَا الْفَتَى فَقَالَ عَمْرٌو:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ أَخَذَ بِأَخْلاقٍ أَرْبَعَةٍ وَتَرَكَ أَخْلاقًا ثَلَاثَةً أَخَذَ بِأَحْسَنِ الْبِشْرِ إِذَا لَقِيَ وَأَحْسَنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَأَحْسَنِ الِاسْتِمَاع اذا حدث وبأيسر المؤونة إِذَا خُولِفَ وَتَرَكَ مِزَاحَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلَا دِينِهِ وَتَرَكَ مُخَالَفَةَ لِئَامِ النَّاسِ وَتَرَكَ مِنَ الْكَلَامِ كُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ
- قَالَ رجل لِلْحسنِ يَا ابا سَعِيدٍ مَا الْمُرُوءَةُ فَقَالَ:
قَدْ فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ مِنْهَا ثُمَّ قَرَأَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمر بِالْعَدْلِ والاحسان وايتائ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكر وَالْبَغي هَذِهِ الْمُرُوءَةُ
- عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ الرِّبْحُ عَلَى أَخِيكَ
- عن حُمَيْدِ قَالَ:
أَتَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِمِصْرَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى بَغْلَةٍ قَدْ شَابَ وَجْهُهَا مِنَ الْهَرَمِ فَقِيلَ لَهُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ تَرْكَبُ مِثْلَ هَذِهِ الْبَغْلَةِ قَالَ:
إِنِّي لَا أَمَلُّ دَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي وَلَا زَوْجَتِي مَا أَحْسَنَتْ
عِشْرَتِي وَلَا جَلِيسِي مَا لَمْ يَصْرِفْ وَجْهَهُ عَنِّي أَلَا إِنَّ الْمَلالَ لِلْمُرُوءَةِ بَأْسًا
- قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ:
رَأَيْتُ فُسَّاقًا كَانُوا عَلَى مُرُوءاتِهِمْ أَشَدَّ إِبْقَاءً مِنْ قُرَّاءِ هَذَا الزَّمَانِ عَلَى أَدْيَانِهِمْ
- قَالَ الْحَسَنُ:
لَعَلَّ احدكم يمْنَع اخاه الثَّوْب مِنْ أَجْلِ الدِّرْهَمِ فَقَالَ عَمْرُو بن عبيد فَقُلْنَا لَهُ إِي وَاللَّهِ مِنْ أَجْلِ دَانِقٍ فَقَالَ الْحَسَنُ:
لَا دِينَ إِلَّا بِمُرُوءَةٍ
وَقِيلَ لِلْحَسَنِ مَا الْمُرُوءَةُ قَالَ:
الدِّينُ
- حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ قَالَ:
قَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ لِوَهْبِ بْنِ الْأَسْوَدِ مَا الْمُرُوءَةُ فِيكُمْ قَالَ:
بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَإِصْلاحُ الْمَالِ
قَالَ فَدَعَا عَبْدَ الْمَلِكِ ابْنَهُ وَقَالَ اسْمَعْ مَا يَقُولُ وَهْبٌ فَلَمَّا وُلِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَرَّ فَرَأَى عَنْزًا جَرَبًا فَقَالَ لِمَنْ هَذِهِ الْعَنْزُ قِيلَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَقَفَ عَلَيْهَا ثُمَّ دَعَا بقَطْرَانَ فَقِيلَ لَهُ تُكْفَى قَالَ فَمَا أَغْنَى عَنِّي قَوْلُ وَهْبٍ إِذًا شَيْئًا
- قَالَ فَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ:
كُنَّا نَتَعَلَّمُ الْمُرُوءَةَ فِي عَسْكَرِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ كَمَا يَتَعَلَّمُ الْإِنْسَانُ الْقُرْآنَ
- قَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ قَبْلَ إِمَارَةِ الْعِرَاقِ:
لَقَدْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا صَبِيٌّ أَصْبَحُ فَأَلْبَسُ أَلْيَنَ ثِيَابِي وَأَرْكَبُ أَفْرَهَ دَوَابِّي ثُمَّ آتِي صَدِيقِي فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ أُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ أُثْبِتَ مُرُوءَتِي فِي نَفْسِي وَأَزْرَعُ مَوَدَّتِي فِي صُدُورِ إِخْوَانِي وَأَصْنَعُ ذَلِكَ بِعَدُوِّي أَرُدُّ حَادِثَتَهُ عَنِّي وَأَسِلُّ غَمْرَ صَدْرِهِ عَلَيَّ
- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ التَّيْمِيُّ:
مَا شَيْءٌ أَشَدَّ حِمْلًا مِنَ الْمُرُوءَةِ
قِيلَ وَأَيُّ شَيْءٍ الْمُرُوءَةُ قَالَ:
أَنْ لَا تَفْعَلَ شَيْئًا فِي السِّرِّ تَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ
وَأَنْشَدَ لِزُهَيْرٍ:
السِّتْرُ دُونَ الْفَاحِشَاتِ وَلَا ... يَلْقَاكَ دُونَ الْخَيْرِ مِنْ سِتْرٍ
- رَأَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وُلْدَهُ يَلْعَبُونَ فَقَالَ:
الْعَبُوا يَا بَنِيَّ فَإِنَّ الْمُرُوءَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بَعْدَ اللَّعِبِ
- قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ:
جَالِسُوا أَهْلَ الدِّينِ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَجَالِسُوا أَهْلَ المروءات فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُمْ لَا يَرْفُثُونَ فِي مَجَالِسِهِمْ
- عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ:
جَالَسْتُ الْفُقَهَاءَ فَوَجَدْتُ دِينِي عِنْدَهُمْ وَجَالَسْتُ النَّاسَ فَوَجَدْتُ ... وَجَالَسْتُ شِرَارَ النَّاسِ فَوَجَدْتُ أَحَدَهُمْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ على مَا لَا يُسَاوِي شَعْرَة!
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ أَنِ اعْطِ النَّاسَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ يُغْنِي فَكَتَبَ إِلَيْهِ كَتَبْتَ إِلَيَّ أَنْ أُعْطِيَ النَّاسَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ فَيَتَعَلَّمَهُ مَنْ لَيْسَ فيه منية ورغبة رغبته فِي النَّفس فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اعْطِ عَلَى الْمُرُوءَة والصَّحَابَة
- أَنْشَدَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِحٍ لِبَعْضِهِمْ:
نَوْمُ الْغَدَاةِ وَشُرْبٌ بِالْعَشِيَّاتِ ... موكلان بإفساد المروءات
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ:
احْتَجَمَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ فَأَعْطَى الْحَجَّامَ دَرَاهِمَ فَقِيلَ
لَهُ: كَانَ يَجْزِي مِنْ هَذَا بَعْضُهُ فَقَالَ:
لَسْتُ مِنْ دَوَانِيقِكُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّهُ لَا دِينَ بِلَا مُرُوءَةٍ.
- عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ:
خَرَجَ علينا ابي ومعلمنا النَّحْوَ فَقَالَ لَهُ أَبِي مَا أَحْدَثَ النَّاسُ مُرُوءَةً أَفْضَلُ أَوْ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنَ النَّحْوِ
- قِيلَ لِابْنِ دَابٍّ: يَا أَبَا الْوَلِيد، رُبمَا حملت وَأَنْتَ تَجِدُ فِي نَفْسِكَ؟
فَقَالَ:
إِنَّ حَمْلَ الدَّفَاتِرِ مِنَ الْمُرُوءَةِ!.
- قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ، وتعملموا النّسَب، قرب رَحِمٍ مَجْهُولَةٍ قَدْ وُصِلَتْ بِنَسَبِهَا.
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن مبارك عَمَّن حدثه:
أن وَفدا قدموا عَلَى مُعَاوِيَةَ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا تَعُدُّونَ الْمُرُوءَةَ فِيكُمْ؟
قَالُوا:
الْعَفَافُ فِي الدِّينِ وَإِصْلاحُ الْمَالِ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لابْنِهِ: اسْمَعْ يَا يزِيد.
- قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُنْبِتُ الْعَقْلَ وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةُ.
- قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ:
لَوْلَا أَنَّ الْمُرُوءَةَ تَشْتَدُّ مُؤْنَتُهَا وَيَثْقُلُ حِمْلُهَا مَا تَرَكَ اللِّئَامُ لِلْكِرَامِ
مِنْهَا مَبِيتَ لَيْلَةٍ، فَلَمَّا ثَقُلَ مَحْمَلُهَا وَاشْتَدَّ مُؤْنَتُهَا، حَادَ عَنْهَا اللِّئَامُ وَاحْتَمَلَهَا الْكِرَامُ.
- قَالَ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
مَا حمل الرجل خملا اثقل من الْمُرُوءَة.
فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، صِفْ لَنَا الْمُرُوءَةَ.
فَقَالَ: مَا لِذَلِكَ عِنْدِي حَدٌّ أُعَرِّفُهُ.
فَأَلَحَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ:
مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ، إِلَّا أَنِّي مَا اسْتَحييتُ من شئ عَلَانِيَةً إِلَّا اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ سِرًّا.
- عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خَالِدٍ التَّمِيمِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ كَانَ يقَول:
الْمَمْقُوتُ عِنْدَنَا الْمُمْتَلِئُ شَحْمًا، بَرَّاقُ الثباب، وَهِي المرءة فِيكُمُ الْيَوْمَ!.
- قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَبَارَكِ -رَحِمَهُ اللَّهُ -:
سَخَاءُ النَّفْسِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ أَكْبَرُ مِنْ سَخَاءِ النَّفْسِ بِالْإِعْطَاءِ، وَالْقَنَاعَةُ وَالرِّضَا أَكْبَرُ مِنَ مُرُوءَةِ الْإِعْطَاءِ.
- وَقيل لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ يُحَارِبُ مُصْعَبًا: إِنَّ مُصْعَبًا قَدْ شَرِبَ الشَّرَابَ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ:
مُصْعَبٌ يَشْرَبُ الشَّرَابَ؟ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمَ مُصَعْبٌ أَنَّ الرِّيَّ مِنَ الْمَاءِ يُنْقِصُ مُرُوءَتَهُ مَا رُوِيَ مِنْهُ!.
- حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ قَالَ قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ -رضي اللَّهُ عَنْهُ - لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:
مَا أَلَذُّ الْأَشْيَاءِ؟.
قَالَ: يَا امير الْمُؤمنِينَ مُر أَحْدَاثَ قُرَيْشٍ أَنْ يَقُومُوا.
فَلَمَّا قَامُوا قَالَ:
إِسْقَاطُ الْمُرُوءَةِ.
يُرِيدُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا لَمْ تُهِمَّهُ مُرُوءَتُهُ تَلَذَّذَ وَعَمِلَ مَا يَشْتَهِي، وَلم يلْتَفت إلى لومة لَائِمٍ.
ــ وَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - لبنيه:
يَا بني، إِنَّكُمُ الْيَوْمَ صِغَارُ قَوْمٍ يُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارًا، فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ وَالْأَدَبِ، فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ مِنْكُمْ عَلَى حِفْظِهِ فَلْيَكْتُبْهُ، فَأَقْبِحْ بِشَيْخٍ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ.
منقول
الجامعة الدولية الالكترونية
لأبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي المتوفى سنة 309 هـ
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن الْحُسَيْن:
إِنَّ مِنَ الصِّدْقِ فِي السُّنَّةِ التَّجَافِي من الذَّنب لأهل المروءات
- قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
حَسَبُ الرَّجُلِ مَالُهُ وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ وَأَصْلُهُ عَقْلُهُ
- قَالَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ:
كَرَمُ الْمَرْءِ تَقْوَاهُ وَمُرُوءَتُهُ دِينُهُ وَدِينُهُ حُسْنُ خُلُقِهِ وَالْجُبْنُ وَالْجَرْأَةُ غَرَائِزُ فَالْجَرِيءُ يُقَاتِلُ عَمَّنْ لَا يؤوب إِلَى رَحْلِهِ وَالْجَبَانُ يَفِرُّ عَنْ أُمِّهِ وَأَبِيهِ وَالْحَرْبُ حَتْفٌ مِنَ الْحُتُوفِ وَالشَّهِيدُ مَنِ احْتَسَبَ نَفْسَهُ
- عَنْ شَيْخٍ قَالَ:
كَانَ الْحَسَنُ يَبْعَثُ إِلَيَّ فَأَشْتَرِي لَهُ حَوَائِجَهُ وَأُؤَخِّرُهُ إِلَى الْعَطَاءِ فَإِذَا خَرَجَ الْعَطَاءُ أَتَيْتُهُ لِحِسَابِهِ فَأَقُولُ كِرْبَاسَةٌ بِكَذَا وَكَذَا وَدَانِقٌ وَثَوْبٌ بِكَذَا وَكَذَا وَدَانِقٌ فَيَقُولُ الْحَسَنُ احْفَظْ دَوَانِيقَكَ ثُمّ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ يَمْنَعُ أَخَاهُ الثَّوْب فِي دِرْهَم قُلْتُ نَعَمْ وَفِي الدَّوَانِقَ قَالَ:
فَمَا بَقِيَ مِنْ مُرُوءَتِهِ إِنَّهُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا مُرُوءَةَ لَهُ إِنَّهُ لَا دِينَ لِمَنْ لَا مُرُوءَةَ لَهُ
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بن الْخطاب كَانَ إِذَا أَتَاهُ فَتًى
فَأَعْجَبَهُ حَاله سَالَ عَنْهُ هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ فَإِنْ قِيلَ لَا قَالَ:
سَقَطَ مِنْ عَيْنِي
- قَالَ الزُّهْرِيِّ:
مَا أَحْدَثَ النَّاسُ مُرُوءَةً أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنَ الْفَصَاحَةِ
- حَدَّثَنِي بِشْرٌ أَبُو نَصْرٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَى مُعَاوَيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ لَمْ يَلْبِثْ أَنْ نَهَضَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ هَذَا الْفَتَى فَقَالَ عَمْرٌو:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ أَخَذَ بِأَخْلاقٍ أَرْبَعَةٍ وَتَرَكَ أَخْلاقًا ثَلَاثَةً أَخَذَ بِأَحْسَنِ الْبِشْرِ إِذَا لَقِيَ وَأَحْسَنِ الْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَأَحْسَنِ الِاسْتِمَاع اذا حدث وبأيسر المؤونة إِذَا خُولِفَ وَتَرَكَ مِزَاحَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِعَقْلِهِ وَلَا دِينِهِ وَتَرَكَ مُخَالَفَةَ لِئَامِ النَّاسِ وَتَرَكَ مِنَ الْكَلَامِ كُلَّ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ
- قَالَ رجل لِلْحسنِ يَا ابا سَعِيدٍ مَا الْمُرُوءَةُ فَقَالَ:
قَدْ فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ مِنْهَا ثُمَّ قَرَأَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمر بِالْعَدْلِ والاحسان وايتائ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكر وَالْبَغي هَذِهِ الْمُرُوءَةُ
- عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
لَيْسَ مِنَ الْمُرُوءَةِ الرِّبْحُ عَلَى أَخِيكَ
- عن حُمَيْدِ قَالَ:
أَتَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِمِصْرَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى بَغْلَةٍ قَدْ شَابَ وَجْهُهَا مِنَ الْهَرَمِ فَقِيلَ لَهُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ تَرْكَبُ مِثْلَ هَذِهِ الْبَغْلَةِ قَالَ:
إِنِّي لَا أَمَلُّ دَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي وَلَا زَوْجَتِي مَا أَحْسَنَتْ
عِشْرَتِي وَلَا جَلِيسِي مَا لَمْ يَصْرِفْ وَجْهَهُ عَنِّي أَلَا إِنَّ الْمَلالَ لِلْمُرُوءَةِ بَأْسًا
- قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ:
رَأَيْتُ فُسَّاقًا كَانُوا عَلَى مُرُوءاتِهِمْ أَشَدَّ إِبْقَاءً مِنْ قُرَّاءِ هَذَا الزَّمَانِ عَلَى أَدْيَانِهِمْ
- قَالَ الْحَسَنُ:
لَعَلَّ احدكم يمْنَع اخاه الثَّوْب مِنْ أَجْلِ الدِّرْهَمِ فَقَالَ عَمْرُو بن عبيد فَقُلْنَا لَهُ إِي وَاللَّهِ مِنْ أَجْلِ دَانِقٍ فَقَالَ الْحَسَنُ:
لَا دِينَ إِلَّا بِمُرُوءَةٍ
وَقِيلَ لِلْحَسَنِ مَا الْمُرُوءَةُ قَالَ:
الدِّينُ
- حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ قَالَ:
قَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ لِوَهْبِ بْنِ الْأَسْوَدِ مَا الْمُرُوءَةُ فِيكُمْ قَالَ:
بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَإِصْلاحُ الْمَالِ
قَالَ فَدَعَا عَبْدَ الْمَلِكِ ابْنَهُ وَقَالَ اسْمَعْ مَا يَقُولُ وَهْبٌ فَلَمَّا وُلِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَرَّ فَرَأَى عَنْزًا جَرَبًا فَقَالَ لِمَنْ هَذِهِ الْعَنْزُ قِيلَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَقَفَ عَلَيْهَا ثُمَّ دَعَا بقَطْرَانَ فَقِيلَ لَهُ تُكْفَى قَالَ فَمَا أَغْنَى عَنِّي قَوْلُ وَهْبٍ إِذًا شَيْئًا
- قَالَ فَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ:
كُنَّا نَتَعَلَّمُ الْمُرُوءَةَ فِي عَسْكَرِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ كَمَا يَتَعَلَّمُ الْإِنْسَانُ الْقُرْآنَ
- قَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ قَبْلَ إِمَارَةِ الْعِرَاقِ:
لَقَدْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا صَبِيٌّ أَصْبَحُ فَأَلْبَسُ أَلْيَنَ ثِيَابِي وَأَرْكَبُ أَفْرَهَ دَوَابِّي ثُمَّ آتِي صَدِيقِي فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ أُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ أُثْبِتَ مُرُوءَتِي فِي نَفْسِي وَأَزْرَعُ مَوَدَّتِي فِي صُدُورِ إِخْوَانِي وَأَصْنَعُ ذَلِكَ بِعَدُوِّي أَرُدُّ حَادِثَتَهُ عَنِّي وَأَسِلُّ غَمْرَ صَدْرِهِ عَلَيَّ
- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ التَّيْمِيُّ:
مَا شَيْءٌ أَشَدَّ حِمْلًا مِنَ الْمُرُوءَةِ
قِيلَ وَأَيُّ شَيْءٍ الْمُرُوءَةُ قَالَ:
أَنْ لَا تَفْعَلَ شَيْئًا فِي السِّرِّ تَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ
وَأَنْشَدَ لِزُهَيْرٍ:
السِّتْرُ دُونَ الْفَاحِشَاتِ وَلَا ... يَلْقَاكَ دُونَ الْخَيْرِ مِنْ سِتْرٍ
- رَأَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وُلْدَهُ يَلْعَبُونَ فَقَالَ:
الْعَبُوا يَا بَنِيَّ فَإِنَّ الْمُرُوءَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بَعْدَ اللَّعِبِ
- قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ:
جَالِسُوا أَهْلَ الدِّينِ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَجَالِسُوا أَهْلَ المروءات فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُمْ لَا يَرْفُثُونَ فِي مَجَالِسِهِمْ
- عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ:
جَالَسْتُ الْفُقَهَاءَ فَوَجَدْتُ دِينِي عِنْدَهُمْ وَجَالَسْتُ النَّاسَ فَوَجَدْتُ ... وَجَالَسْتُ شِرَارَ النَّاسِ فَوَجَدْتُ أَحَدَهُمْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ على مَا لَا يُسَاوِي شَعْرَة!
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ أَنِ اعْطِ النَّاسَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ يُغْنِي فَكَتَبَ إِلَيْهِ كَتَبْتَ إِلَيَّ أَنْ أُعْطِيَ النَّاسَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ فَيَتَعَلَّمَهُ مَنْ لَيْسَ فيه منية ورغبة رغبته فِي النَّفس فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اعْطِ عَلَى الْمُرُوءَة والصَّحَابَة
- أَنْشَدَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِحٍ لِبَعْضِهِمْ:
نَوْمُ الْغَدَاةِ وَشُرْبٌ بِالْعَشِيَّاتِ ... موكلان بإفساد المروءات
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ:
احْتَجَمَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ فَأَعْطَى الْحَجَّامَ دَرَاهِمَ فَقِيلَ
لَهُ: كَانَ يَجْزِي مِنْ هَذَا بَعْضُهُ فَقَالَ:
لَسْتُ مِنْ دَوَانِيقِكُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّهُ لَا دِينَ بِلَا مُرُوءَةٍ.
- عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ:
خَرَجَ علينا ابي ومعلمنا النَّحْوَ فَقَالَ لَهُ أَبِي مَا أَحْدَثَ النَّاسُ مُرُوءَةً أَفْضَلُ أَوْ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنَ النَّحْوِ
- قِيلَ لِابْنِ دَابٍّ: يَا أَبَا الْوَلِيد، رُبمَا حملت وَأَنْتَ تَجِدُ فِي نَفْسِكَ؟
فَقَالَ:
إِنَّ حَمْلَ الدَّفَاتِرِ مِنَ الْمُرُوءَةِ!.
- قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ، وتعملموا النّسَب، قرب رَحِمٍ مَجْهُولَةٍ قَدْ وُصِلَتْ بِنَسَبِهَا.
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن مبارك عَمَّن حدثه:
أن وَفدا قدموا عَلَى مُعَاوِيَةَ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا تَعُدُّونَ الْمُرُوءَةَ فِيكُمْ؟
قَالُوا:
الْعَفَافُ فِي الدِّينِ وَإِصْلاحُ الْمَالِ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لابْنِهِ: اسْمَعْ يَا يزِيد.
- قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُنْبِتُ الْعَقْلَ وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةُ.
- قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ:
لَوْلَا أَنَّ الْمُرُوءَةَ تَشْتَدُّ مُؤْنَتُهَا وَيَثْقُلُ حِمْلُهَا مَا تَرَكَ اللِّئَامُ لِلْكِرَامِ
مِنْهَا مَبِيتَ لَيْلَةٍ، فَلَمَّا ثَقُلَ مَحْمَلُهَا وَاشْتَدَّ مُؤْنَتُهَا، حَادَ عَنْهَا اللِّئَامُ وَاحْتَمَلَهَا الْكِرَامُ.
- قَالَ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
مَا حمل الرجل خملا اثقل من الْمُرُوءَة.
فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، صِفْ لَنَا الْمُرُوءَةَ.
فَقَالَ: مَا لِذَلِكَ عِنْدِي حَدٌّ أُعَرِّفُهُ.
فَأَلَحَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ:
مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ، إِلَّا أَنِّي مَا اسْتَحييتُ من شئ عَلَانِيَةً إِلَّا اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ سِرًّا.
- عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خَالِدٍ التَّمِيمِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ كَانَ يقَول:
الْمَمْقُوتُ عِنْدَنَا الْمُمْتَلِئُ شَحْمًا، بَرَّاقُ الثباب، وَهِي المرءة فِيكُمُ الْيَوْمَ!.
- قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَبَارَكِ -رَحِمَهُ اللَّهُ -:
سَخَاءُ النَّفْسِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ أَكْبَرُ مِنْ سَخَاءِ النَّفْسِ بِالْإِعْطَاءِ، وَالْقَنَاعَةُ وَالرِّضَا أَكْبَرُ مِنَ مُرُوءَةِ الْإِعْطَاءِ.
- وَقيل لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ يُحَارِبُ مُصْعَبًا: إِنَّ مُصْعَبًا قَدْ شَرِبَ الشَّرَابَ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ:
مُصْعَبٌ يَشْرَبُ الشَّرَابَ؟ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمَ مُصَعْبٌ أَنَّ الرِّيَّ مِنَ الْمَاءِ يُنْقِصُ مُرُوءَتَهُ مَا رُوِيَ مِنْهُ!.
- حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ قَالَ قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ -رضي اللَّهُ عَنْهُ - لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:
مَا أَلَذُّ الْأَشْيَاءِ؟.
قَالَ: يَا امير الْمُؤمنِينَ مُر أَحْدَاثَ قُرَيْشٍ أَنْ يَقُومُوا.
فَلَمَّا قَامُوا قَالَ:
إِسْقَاطُ الْمُرُوءَةِ.
يُرِيدُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا لَمْ تُهِمَّهُ مُرُوءَتُهُ تَلَذَّذَ وَعَمِلَ مَا يَشْتَهِي، وَلم يلْتَفت إلى لومة لَائِمٍ.
ــ وَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - لبنيه:
يَا بني، إِنَّكُمُ الْيَوْمَ صِغَارُ قَوْمٍ يُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارًا، فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ وَالْأَدَبِ، فَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ مِنْكُمْ عَلَى حِفْظِهِ فَلْيَكْتُبْهُ، فَأَقْبِحْ بِشَيْخٍ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ.
منقول
الجامعة الدولية الالكترونية