.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
.

.


    رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بيانٌ للحق

    أبو نورسين
    أبو نورسين
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 6883
    تاريخ التسجيل : 03/04/2010
    العمر : 49
    الموقع : مصرى

    رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بيانٌ للحق Empty رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بيانٌ للحق

    مُساهمة من طرف أبو نورسين الثلاثاء 20 أكتوبر - 14:10

    رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

    بيانٌ للحق





    رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضرورية لبيان دين الله الحق الذي ضاع وتغير وتبدل وتحرف، قال الله سبحانه: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ* رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً* فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ*وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة:1-4] وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [آل عمران:19]، ولا يليق بحكمة أرحم الراحمين أن يترك الناس في الضلال ولا يرسل إليهم رسولا يبين لهم الحق من الباطل، قال الله سبحانه: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ [الليل:12] قالالقرطبي في تفسيره (20/ 86):" أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلالة".




    وقد جعل الله أمة محمد خير أمة أخرجت للناس، فهم يوفون سبعين أمة هم خيرها وأكرمها على الله من جميع الأجناس، هداهم الله بكتابه ورسوله لما اختلفوا فيه من الحق قبلهم، وجعلهم وسطا عدلا خيارا، فهم وسط في توحيد الله وأسمائه وصفاته، وفي الإيمان برسله، وكتبه، وشرائع دينه من الأمر، والنهي، والحلال، والحرام، فأمرهم بالمعروف، ونهاهم عن المنكر، وأحل لهم الطيبات، وحرم عليهم الخبائث، ولم يُحرِّم عليهم شيئاً من الطيبات كما حرَّم على اليهود الإبل والشحوم، ولم يُحِل لهم شيئاً من الخبائث كما استحلَّت النصارى الخنزير.




    ولم يُضيِّق عليهمباب الطهارة والنجاسة كما ضيَّق على اليهود، وقد كان اليهود لا يرون إزالة النجاسة بالماء، بل إذا أصاب ثوب أحدهم نجاسة قرضه بالمقراض، ولم يرفع عنهم طهارة الحدث والخبث كما رفعته النصارى، فلا يوجبون الطهارة من الجنابة ولا الوضوء للصلاة، ولا يجتنبون النجاسة في الصلاة، بل ليس عندهم شيء نجس يحرم أكله أو تحرم الصلاة معه!




    واليهود يبالغون في طهارة أبدانهم مع خبث قلوبهم، والنصارى يدَّعون أنهم يُطهِّرون قلوبهم مع نجاسة أبدانهم، والمسلمون يُطهِّرون أبدانهم وقلوبهم جميعا.




    واليهود إذا حاضت عندهم المرأة، لا يؤاكلونها، ولا يشاربونها، ولا يقعدون معها في بيت واحد، والنصارى لا يحرمون وطء الحائض، والمسلمون يصنعون معها كل شيء إلا الجماع.




    وكذلك المسلمون وسط في الشريعة؛ فلم يجحدوا شرع الله الناسخ لأجل شرعه المنسوخ كما فعلت اليهود، حيث لم يؤمن اليهود بشرعة عيسى الذي جاء بنسخ بعض أحكام التوراة، ثم لم يؤمنوا بمحمد الذي نسخ الله بشريعته التوراة والإنجيل، ولا غيّروا شيئا من شرعه المحكم، ولا ابتدعوا شرعا لم يأذن به الله كما فعلت النصارى، وذلك أن دين النصارى الباطل إنما هو دين مبتدع، ابتدعوه بعد المسيح عليه السلام، وغيروا به دين المسيح، ثم لما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم كفروا به فصار كفرهم وضلالهم من هذين الوجهين: تبديل دين عيسى، وتكذيب الرسول محمد، كما كان كفر اليهود بتبديلهم أحكام التوراة قبل مبعث المسيح، ثم تكذيبهم المسيح عليه السلام.




    والمسلمون لم يجعلوا الخالق سبحانه متصفا بخصائص المخلوق، ونقائصه، ومعايبه من الفقر، والبخل، والعجز، كفعل اليهود، ولا المخلوق متصفا بخصائص الخالق سبحانه التي ليس كمثله فيها شيء كفعل النصارى حيث عبدوا عيسى عليه الصلاة والسلام.




    والمسلمون لم يستكبروا عن عبادة الله كفعل اليهود، ولا أشركوا بعبادته أحدا كفعل النصارى.




    وكذلك هم وسط في المسيح، فاليهود يقولون: هو ساحر وكذاب وابن زنا ونحن قتلناه، والنصارى يقولون: هو إله وثالث ثلاثة وابن الله وقد قُتِل وصُلِب ثم ارتفع إلى السماء ونحن نعبده، والمسلمون يقولون: هو عبد الله ورسوله، وهو عيسى ابن مريم خلقه الله بلا أب ليجعله للناس آية، وأيده بالمعجزات العظيمة، فلما كذَّبه اليهود وأرادوا قتله نجاه الله منهم ورفعه إلى السماء، قال الله تعالى: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء:157-158].




    واليهود قتلوا النبيين والذين يأمرون بالقسط من الناس وبخسوهم حقوقهم، والنصارى غلوا في الأنبياء والصالحين واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم، والمسلمون اعتدلوا فآمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولم يُفرِّقوا بين أحد من رسله، وآمنوا بجميع النبيين، وبكل كتاب أنزله الله، فلم يُكذِّبوا الأنبياء ولا سبوهم ولا غلوا فيهم ولا عبدوهم، وكذلك أهل العلم والدين لا يبخسونهم حقهم ولا يغلون فيهم.




    والنصارى لهم عبادات وأخلاق بلا علم ومعرفة ولا ذكاء، واليهود لهم ذكاء وعلم ومعرفة بلا عبادات ولا أخلاق حسنة، والمسلمون جمعوا بين العلم النافع، والعمل الصالح، بين الزكا والذكاء.


    والمسلمون لا يُجوِّزون لأحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم كائنا من كان أن يُغيِّر شيئا من شريعته، فلا يُحلِّل ما حرَّم ولا يُحرِّم ما حلَّل، ولا يُوجب ما أسقط ولا يُسقط ما أوجب، بل الحلال عندهم ما حلله الله ورسوله، والحرام ما حرم الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله، وليست عقيدة المسلمين آراء مجامع ولا قرارات كنائس، بخلاف النصارى الذين ابتدعوا بعد المسيح بدعاً لم يشرعها المسيح عليه السلام، ولا نطق بها شيء من الأناجيل ولا كتب الأنبياء المتقدمة، مثل تعظيم الصليب واستحلال لحم الخنزير وترك الختان وترك الطهارة من الحدث والخبث، فلا يوجبون غسل جنابة ولا وضوءً، فدين النصارى ليس هو دين عيسى، وهم يزعمون أن ما شرعه أكابرهم من الدين فإن المسيح يمضيه لهم، ويصف لهم أكابرهم عقائد وشرائع ما أنزل الله بها من سلطان، كما وضع لهم الثلاثمائة وثمانية عشر من أحبارهم الذين كانوا في زمن الملك قسطنطين الأمانة التي اتفقوا عليها، ولعنوا من خالفها، وفيها أمور لم ينزل الله بها كتابا، بل تخالف ما أنزله الله من الكتب مع مخالفتها للعقل الصريح

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو - 4:56